دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لإنشاء مصنع لإنتاج التمور بدولة الكويت
المقدمة:
تعتبر نخلة التمر من أقدم أشجار الفاكهة حيث زرعت في دجلة و الفرات والعراق منذ أكثر من أربعة ألاف سنة , وفي وادي النيل عرف نخيل التمر منذ عصور ما قبل التاريخ , وحثت الديانات السماوية الثلاث اليهودية و المسيحية و الإسلامية على الاهتمام بالنخيل و حمايته و أكل التمر و أضفت عليه نوع من القدسية , و ذكر في القران الكريم النخل و التمر في 17 سورة من أصل 114 سورة و في 21 أية من أصل 6236 أية , وهناك أحاديث نبوية شريفة جميعها تحث المسلم على الاهتمام بالنخيل و التمر وحمايته من القلع و الإكثار من أكل الطب و التمر .
وتكتسب التمور أهمية غذائية خاصة نظرا لما تحتويه من عناصر مهمة في تغذية الإنسان وصحته, ولأن سكان الجزيرة العربية الأوائل كانوا يعتمدون في غذائهم بشكل كبير على التمر بجانب اللبن فإنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة وقدرة على تحمل أعباء الحياة القاسية ونادرا ما يصابون بأمراض العصر كأمراض القلب أو غيرها بالإضافة إلى أعمارهم الطويلة مقارنة بشعوب المناطق المجاورة, فالتمور مصدر رئيسي للسكريات مولدة الطاقة والتي يتكون منها لب الثمرة كما تحتوي على نسبة عالية من الأملاح المعدنية وبعض الفيتامينات والألياف والمواد البكتينية، ويمثل السكريات جزء كبير من التركيب الكيماوي للتمور, تمثل السكريات 60 – 85% من الوزن الرطب للتمرة، لذلك فان التمور تعطي سعرات حرارية عالية جدا مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى، إذ يكفي 100 جرام من التمر لإمداد الإنسان بـ 300 سعر حراري, تشكل السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز) حوالي 95% من سكريات التمور الطرية وهي سريعة الامتصاص تصل إلى الخلايا بسرعة فتزودها بالطاقة الحرارية اللازمة للعمليات الحيوية لذلك فان التمور سهلة الهضم مقارنة بالدهنيات أو البروتينات أو السكريات المعقدة ولذلك ينصح الصائم بالإفطار على التمر للإسراع بإزالة ما يتركه الصيام من دوخة وزوغان البصر والنحول. كما يعتقد بعض الأطباء بان التمر يغسل الكلى ويدر البول، وقد أطلقوا عليه (منجم المعادن) نظرا لكثرة العناصر التي يحتويها، فهو غني بالفسفور الذي يلعب دورا معروفا في زيادة حيوية المراكز المسئولة عن التفكير، كما يحتوي على مقادير مناسبة من العناصر الأساسية في العمليات الحيوية للجسم وهو غني بالماغنسيوم ذي الدور الواقي من السرطان, أما الفيتامينات فتعتبر التمور من المواد الغنية بها وخاصة فيتامين (أ) الذي يطلق عليه الأطباء (عامل النمو) لأنه يساعد على زيادة وزن الأطفال بجانب فائدته في تقوية الأعصاب البصرية وإزالته العشى (العمى الليلي)، ولهذا السبب نجد البدو حيث تشكل التمور نسبة كبيرة في غذائهم يتمتعون بقوة بصرهم والرؤيا لمسافات بعيدة، كما يعمل هذا الفيتامين على تقوية الأعصاب السمعية، بالإضافة إلى احتواء التمر على فيتامينات (B7, B2 , B1 ) التي تقوي الأعصاب وتزيد من مرونة الأوعية الدموية ،الأمر الذي يساعد القلب في عمله ويقي الإنسان من مخاطر ارتفاع ضغط الدم كما ينصح الأطباء بتناول فيتامين B2 لعلاج أمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وكسر الأظفار وجفاف الجلد, تحتوي التمور على كمية قليلة من المواد الدهنية والبروتينات المهمة جدا لجسم الإنسان فهي من المصادر المهمة للحامض الأمنيي النادر (Bebo Colic) كما أنها تحتوي على نسبة من الألياف الضرورية لتنشيط حركة الأمعاء والوقاية من حالات الإمساك التي يعاني الكثير منها, هذا وتدخل التمور في كثير من الصناعات الغذائية التحويلية كصناعة الدبس والسكر السائل والخل والكحول الطبي وخميرة الخبز والبروتين المركز وحامض الليمون وصناعات المعجنات, وهكذا يتضح مما تقدم بأن التمور يمكن اعتبارها إحدى السلع الإستراتيجية التي يمكن أن تحتل مكانة بارزة في أولويات الأمن الغذائي.
مشكلة الدراسة:
بشكل عام هناك أنواع كثيرة من المنتجات الغذائية وتحديدا التمور تتباين فيما بينها من حيث المذاق والشكل وجودة التصنيع والسعر ومصدر الإنتاج سواء محلى أو مستورد. هذا وتنقسم منتجات التمور إلى عدة أنواع رئيسية , منها ما يؤكل طازج ومنها ما يستهلك بعد التصنيع واضافة قيمة مضافة تصنيعية اليه تسمح بوجودها علي مدار العام وليس في وقت معين او موسم معين .
ومن هنا نشأت فكرة إنشاء مصنع متكامل لإنتاج التمور في الكويت, بعدة انواع مختلفة من التمور, وذلك لسد حاجة السوق والمساهمة في توفير هذه السلعة الاستهلاكية للسوق المحلي بجودة أعلى وتكلفة أقل , وعلي مدار العام .
1.3 هدف الدراسة:
تهدف الدراسة بشكل أساسي إلى معرفة الجدوى الاقتصادية والمالية من إنشاء مصنع لإنتاج وتوزيع التمور بدولة الكويت . كما تهدف الدراسة أيضا إلى عرض وتحليل جوانب وأبعاد المشروع اقتصادياً من النواحي الفنية والتسويقية والإدارية والمالية والبيئية بهدف التحقق من قيام المشروع علي أسس اقتصادية سليمة، وروعي أن تغطي دارسة الجدوى ما يلي:
– أن تكون الدراسة شاملة للجوانب الفنية والتسويقية والإدارية و المالية.
– أن تعتمد الدراسة على بيانات ومعلومات موثقة.
– أن تراعي الدراسة خصائص الزمان والمكان.
– أن تحدد الدراسة شروط جدوى المشروع.
– أن تساعد الدراسة في رسم خطة تنفيذ المشروع فعلياً.
1- 4 رسالة المشروع:
- نحو المجتمع:
تلبية رغبات المجتمع بالجديد والمبتكر والآمن صحيا من إنتاج التمور الذي سيتم إنتاجها بجودة عالية وسعر مناسب,وتوافرها علي مدار العام .
- نحو العملاء:
كسب رضاء العملاء بتقديم منتجات وخدمات المصنع الجيدة والمميزة مع عائد مجزي لهم.
- نحو الموردين:
الاهتمام بمنتجات الموردين من المواد الخام الداخلة في صناعة التمور مع حسن الاتصال وقوة التوزيع مع الترويج الفعال.
- نحو العاملين:
- توفير الرضا المادي والمعنوي للعاملين وتشجيع الإبداع لدى العاملين.
- نحو أصحاب الشركة:
الالتزام بالقيم والأخلاق والإخلاص بالعمل وتحقيق مكانة عالية للمصنع ونمو مستمر محلياً ودولياً مع ربح مجزي.
- نحو الكوادر البشرية:
– سوف يتم استقطاب كوادر وظيفية عليا ومتخصصة ومؤهلة ذات خبرات واسعة في المجال المهني والفني والمالي والإداري والبيع والتسويق وخدمة العملاء أثناء وبعد البيع وسيتم تزويدهم بأحدث وسائل التقنية الحديثة.
– سيتم تزويد فريق المبيعات والتسويق بالسياسات والدراسات الإستراتيجية المعدة من قبل خبراء متخصصين في مجالاتهم.
– سيتم توفير مستودعات مكيفة ومبردة على أحدث المواصفات العالمية للاهتمام بجودة التخزين لمنتجنا مع ربط جميع المستودعات بالإدارة العامة بشبكة من النقل والحاسبات الآلية الحديثة.